نظمت جمعية مهرجان برشيد أمسية شعرية، احتفاء بالشعر والشعراء والزجل والزجالين، مساء أمس الجمعة 28 يوليوز 2017، بالمركز السوسيو تثقيفي لقدماء المقاومة وجيش التحرير، وذلك ضمن فعاليات مهرجان برشيد بحضور ألمع شعراء إقليم برشيد ورئيس جماعة برشيد عبد الرحيم الكميلي، إلى جانب عشاق ومحبي الشعر والزجل، في أمسية امتزج فيها الشعر بالزجل ونغمات العود.
واحتفاء بالشعراء المغاربة تم تكريم الشاعر والزجال المغربي مصطفى ملح الذي ينحدر من مدينة برشيد، اعترافا له بالمجهودات التي بدلها من أجل كتابة وإصدار العديد من الكتب والدواوين الشعرية والزجلية، بحيث كرس كل وقته للكتابة مند أن كان طفلا، وفي هذا الصدد سأله أحد زملائه من الشعراء المغاربة عن المهنة التي يمكنه مزاولتها لولم يكن شاعرا فأجابهم: " سأمتهن مهنة الشعر ولولم يكن الشعر موجودا".
وتخللت الأمسية الشعرية عرض وقراءة عدة قصائد شعرية وزجلية، من بينها قصيدة "أعجيب شعب هذا الوطن" للدكتور والشاعر والناقد عبدالله بن موسى، وقصيدة "وداع الملكة" للشاعرة الشابة سكينة بن عبد الله، والقصيدة الزجلية التي تتكلم عن "الحب" للزجالة فتيحة المير، و النص الغنائي بعنوان "معادلات شعرية" لأحمد بوقنيطير، وكذلك الزجالة عليا خليق التي قدمت قصيدة زجلية بالدارجة المغربية إلى جانب الشاعر بوشعيب الهلالي والموسيقار بابا الشيخ الذي أطرب الحضور بمعزوفات على آلة العود.
ومن جهته عبر الشاعر مصطفى ملح عن فرحه بهذا الاحتفاء والتكريم، وقال "ان تكريمي في مدينتي له معنى أكثر رقيا، ودليل على أني ممتد ومتصل بجذوري الاجتماعية والنفسية بهذه المنطقة، التي ترعرعت بها مند نعومة أضافري، وهذا التكريم يمنحني القدرة على الامتداد والقدرة على التشدد والبحث عن قارات شعرية أخرى".
وبخصوص جديد أعمال الشاعر والزجال مصطفى ملح، فقد أكد في تصريح للموقع على أنه قام بكتابة ديوان شعري يحمل اسم "بين الكاف و النون" والذي سيصدر خلال هذه السنة، كما عمل أيضا على توقيع عدة عقود مع دور النشر من أجل إصدار كتب متعددة تتوزع بين الشعر والسرد والقصة، التي من المتوقع أن ترى النور قريبا، ومن بين هذه الكتب مجموعة قصصية للفتيان بعنوان "أعشاب تنمو في القرن"، ورواية "صياد الفيل" ورواية أخرى تحمل اسم "صمت الفزاعة"، إضافة إلى المخطوطات الشعرية مثل ديوان "لا أوبخ احدا" وديوان آخر بعنوان "أخطاء غير قابلة للتعديل"، إلى جانب مجموعة من الكتابات الأخرى.
وكشف مصطفى ملح عن اعتزاله للمشاركة في اللقاءات، لأسباب عدة لعل أبرزها على حد قوله: "بدأت أشعر أن تجربتي الشعرية لا يضاف إليها شيئا من خلال مشاركتي في تلك اللقاءات بمعنى، أن الارتكاد إلى الذات والعزلة هو أفضل من المشاركة في بعض التظاهرات"، مضيفا أن الشاعر الحقيقي هو الذي يعيش في الظل بعيدا عن الضوضاء والفوضى، حتى يتمكن من تكريس قيم إنسانية واجتماعية جديدة، وان يحفر مسافة بينه وبين الآخرين، لأن هذا ما يمنح قصيدته نوعا من التميز والفرادة من جهة، ويمنح كاتب القصيدة النجومية المنطفئة من جهة أخرى، معتبرا أن النجم الحقيقي، ليس بالضرورة أن يكون نجما في السماء بل يجب أن يشرق يوميا ليس بالضوء، وإنما بالمحبة و بالتواصل مع الآخرين، وأن يكتب نصا جميلا يستطيع من خلاله، أن يمس أعصاب وحواس الآخر بصدق وفاعلية.
ولم يفوت الشاعر مصطفى ملح الفرصة للتعبير عن رأيه في واقع الشعر بالمغرب خلال الآونة الأخيرة، حيث قال: "واقع الشعر في المغرب كما يقول المصريون "زفت" والشعر في تراجع و السبب راجع إلى العمل على تشجيع الأشكال الفنية الشعبوية والفرجوية الرديئة، وإقصاء الفن الحقيقي الذي ينتمي إليه الشعر".
وفي نهاية الأمسية الشعرية تم توزيع بعض اللوحات التشكيلية وشهادة تقديرية لضيف وعريس الأمسية الشعرية، مصطفى ملح تكريما له واحتفاء بما قدمه للشعر المغربي، كما سلمت شواهد تحفيزية على الشعراء الذين شاركو في احياء الأمسية الشعرية.
نادية الدحماني صحفية متدربة
بقسم الإعلام والاتصال بجماعة برشيد